هل يجسد سعد الصغير شخصية حليم؟

مطرب العنب والحمار يغتصب سيرة العندليب
هل يجسد سعد الصغير شخصية حليم؟




سعد الصغير يؤدي شخصية العندليب الأسمر. خبر عجيب نشرته بعض الصحف علي مدار الأسبوع الماضي، من قرأوه شعروا بالفزع، فكيف يمكن أن ترتكب أي شركة انتاج جريمة كهذه؟ وكيف يملك مطرب العنب والحمار هذه الجرأة؟ آخرون لم يتعجبوا فالمغني نفسه امتلك من قبل جرأة تشويه الاعمال الخالدة لكبار المبدعين، ولم يتوقف إلا بعد تصاعد الاعتراضات وتدخل نقابة الموسيقيين وجمعية المؤلفين والملحنين.

بسؤال أحمد السبكي نفي ما تردد وأكد أن ما نشر ليس صحيحا، غير أن النفي لم يجعل محبي عبدالحليم حافظ يتخلصون من مخاوفهم فهناك من رأي أن ما حدث يمكن أن يكون بالون اختبار لجس النبض، وأنه لايوجد دخان بلا نار، فلا يمكن لعدد من الصحف أن تنشر الخبر نفسه دون أن يكون هناك من صرح به علنا أو حتي ألمح به وسربه، خاصة أن الربط بين العندليب الأسمر وسعد الصغير لايمكن أن يرد علي بال أي شخص يريد فبركة خبر، أخبار النجوم اتجهت إلي المتخصصين وسألتهم عن رأيهم فيما نشر، وماذا يمكن أن يكون رد فعلهم لو تبين أن هناك خطة سرية تدبر بالفعل لتنفيذ هذه الجريمة.
يؤكد الموسيقار حلمي بكر أن قيام سعد الصغير بتجسيد شخصية عبدالحليم حافظ في فيلم سينمائي يعتبر جريمة في حق الفن المصري ويقول انني لا أتعجب من ذلك نهائيا خاصة في ظل حالة الهبوط التي نعاني منها حاليا.
ويتساءل قائلا إلي متي سوف تستمر هذه الحالة؟
المسألة أصبحت تجارة واختلطت كل الامور ببعضها ومن وجهة نظري اعتبر ذلك ارهابا فنيا يساهم في تخريب الذوق والاعتداء علي الحريات.
حتي مسلسل عبدالحليم حافظ عندما قدم كانت المعلومات الواردة فيه غير دقيقة علي الاطلاق.
ويضيف حلمي بكر: المسئولية حاليا متعلقة بالجمهور الذي لابد وأن يستيقظ من سباته العميق ويحاول الحفاظ علي تاريخ فنان خالد بحجم عبدالحليم حافظ.
خاصة وأننا منذ 30 عاما نتباكي علي تراثنا ونعترض ولانغفل شيئا.
الورثة والمستحيل
حسن ابوالسعود نقيب الموسيقيين يشير إلي ان هذا الامر لايمكن حدوثه علي الاطلاق وصعب تصديقه ويتطلب من حيث المبدأ موافقة من ورثة عبدالحليم حافظ علي ذلك ولو حدث إتفاق مع الورثة فلن يستطيع أحد ان يمنع سعد من تجسيد شخصية العندليب نهائيا.
ويضيف حسن أبوالسعود قائلا: النقابة تتدخل فقط اذا حدثت تجاوزات وتخريب في الاغاني المتعلقة بتراث العندليب الغنائي وقد تدخلنا في فيلم سعد الاخير 'قصة الحي الشعبي' لدي الرقابة علي المصنفات الفنية وحذفنا أغنية تتعلق بتخريب اغنية 'فات الميعاد' لأم كلثوم عندما قدمها بشكل غير لائق.
تشويه مع سبق الاصرار
الاعلامي وجدي الحكيم يقول ان ما يحدث هو تشويه متعمد ومع سبق الاصرار والترصد يحاسب عليه القانون الاخلاقي لاننا ندمر رمزا من رموزنا الفنية من خلال من يدعون انتسابهم للفن وهم يقدمون فنا هابطا.
واذا نظرنا للموضوع بشكل دقيق سنجد أن هناك فارقا هائلا بين سعد الصغير والعندليب لكن ينبغي ان تكون هناك قواعد صارمة تحمي رموزنا من الاسفاف مثل ما هو موجود في المصنفات التي تؤكد علي عدم التعرض للقيم الاجتماعية والسياسية في الانتاج الفني.
ويقول وجدي الحكيم:
عبدالحليم حافظ لم يكن راقصا ولامسفا ولا مسيئا للمجتمع حتي يحاولوا افساد تاريخه.
شروط العندليب
المخرج والناقد سيد سعيد يري ان الامر يخضع لشرطين اساسيين الاول هو المخرج الذي اختار سعد الصغير لتجسيد هذا الدور أما الثاني فهو متعلق بأسرة عبدالحليم حافظ وامكانية موافقتها علي تقديم هذا الشخص لدور حليم.. خاصة ان فيلم ومسلسل عبدالحليم لم يكونا علي المستوي المطلوب فنيا وتاريخيا وأنا لا أبرر ذلك بالتشابه بين الشخصية التي تقدم الدور والشخصية التاريخية لأن الموضوع في أوربا مختلف تماما فالتركيز كله ينصب علي الاحداث الاساسية.
وفيما يتعلق بموضوع اختيار سعد الصغير رغم اختلافه في كل شيء عن العندليب.
يضيف سيد سعيد: أنا لا أندهش من أن يقدم سعد أو حتي شعبان عبدالرحيم دور عبدالحليم حافظ.
لاننا في زمن اهتزت فيه كل المعايير، ووصل الاستغلال التجاري لهذه الشخصيات لدرجة تحتاج إلي وقفة من أجل منع السطو علي هذه الشخصيات.
فمثلا عندما قدم أحمد زكي شخصية الرئيس الراحل انورالسادات في فيلم 'أيام السادات' شعرنا انه عمل لأنه ممثل مخضرم وله خبراته لكن سعد يستطيع أن (يتنطط) علي المسرح فقط وبالنسبة لخبراتي كمخرج فانا اقول بان صوت سعد لايصلح ولاتركيبته الجسمانية تتلاءم مع عبدالحليم حافظ منقول من مجلة اخبار النجوم