ون الحمرالشياطين الحمر..عائدون من جديد
إنجاز ورقم قياسي جديد هذا ما فعله فريق الأهلي المصري بوصوله إلي كأس العالم للأندية فهذه هي المرة الثانية علي التوالي ليمثلوا بذلك أول الاشياء المشتركة بين البطولة الماضية ومثيلتها بطولة هذا العام فكل أندية بطولة العام الماضي فشلت في التأهل فيما عدا الأهلي المصري.. الذي قهر كل الصعوبات التي مر بها من بداية الموسم من اصابات لأهم نجوم الفريق واجهاد وغيرهما وأبي أن يفرط في اللقب المفضل له وهو دوري أبطال أفريقيا ليعود مرة أخري إلي كأس العالم للأندية.
وبالفعل تحقق حلم الجميع وخاصة مانويل جوزيه المدير الفني البرتغالي عقب الاخفاق في كأس العالم للأندية العام الماضي حيث أكد ومعه اللاعبون أنهم عائدون مرة أخري وبسرعة لارضاء أنفسهم وإسعاد جماهير الكرة في مصر والمنطقة العربية بأكملها وقارة أفريقيا فالأهلي يلعب هذه المرة حاملاً معه آمال وطموحات ملايين بتشريف الكرة العربية لأنه الممثل العربي الوحيد في هذه البطولة بعد فشل أندية اتحاد جدة السعودي والعين الاماراتي والكرامة السوري في الوصول.
تأسس النادي الأهلي في 24 أبريل سنة 1907 تحت راية وطنية بهدف مزاولة الشباب المصري للرياضة وقضاء أوقات الفراغ وتم الاتفاق علي ان يكون اللون الأحمر هو الزي الرسمي للنادي وكان الزعيم سعد زغلول هو أول رئيس له ومنذ هذا التاريخ وحتي الآن نجح نجوم الأهلي علي مدار تاريخه في الحصول علي "68 بطولة محلية" منها 31 بطولة دوري عام و34 بطولة كأس مصر وكأس السوبر المصري 3 مرات وكذلك حصل النادي علي 11 بطولة قارية مقسمة كالآتي 5 ألقاب لدوري أبطال أفريقيا و4 ألعاب لبطولة أفريقيا للأندية أبطال الكأس قبل إلغائها وكأس السوبر الأفريقي مرتين.
هذه البطولات التي بلغت في مجملها "78 بطولة" كانت كفيلة بجعل الأهلي متقدماً علي كل الأندية المشاركة في كأس العالم للأندية هذه المواسم من حيث عدد البطولات متفوقاً علي برشلونة الاسباني "72 بطولة" وكذلك ساهمت في حصول الأهلي علي لقب نادي القرن في أفريقيا كما ساهمت في سيطرة الأهلي علي الكرة المصرية وظهر هذا منذ بداية الدوري المحلي وتراجع قليلاً في الستينات ليظهر نادي الزمالك في الصورة ولكن عاد الأهلي ليسيطر مرة أخري في حقبة السبعينات وبرز الأهلي كقوة رئيسية علي الساحة الافريقية منذ بداية الثمانينيات.
نحو العالمية
في أعقاب خروج الأهلي من بطولة العالم للأندية السابقة وبشكل غريب بعدما كان مرشحاً علي الأقل لبلوغ نصف النهائي لازم لاعبو الأهلي اتهام بالمحلية وعدم قدرتهم علي تخطي هذه المرحلة والوصول إلي العالمية ومع أول اصطدام لهم بها فشلوا وعادوا من التجربة صفر اليدين ولكن لاعبي الأهلي الذين شاركوا في كأس الأمم الافريقية الأخيرة أثبتوا العكس لأنهم لعبوا دوراً رئيسياً في حصد المنتخب الوطني لهذه الكأس الغالية أمثال عصام الحضري ومحمد أبوتريكة وعماد متعب ومحمد بركات ومحمد شوقي ووائل جمعة.
والآن هم أمام اختبار حقيقي لاثبات وجودهم والتعبير عن أنفسهم كنجوم قد يكون لهم شأن علي الساحة العالمية.
الشيخ.. أبوتريكة
محمد أبوتريكة وهو أفضل لاعب حالياً في الكرة المصرية يلقبه الجمهور الأحمر بالفنان وهو يستحق هذا اللقب وأكثر فهذا اللقب دائماً ما يلتصق باللاعب الذي يجيد فن التعامل مع الكرة في التمرير والمراوغة وصناعة الأهداف وتخطي أبوتريكة ذلك إلي إحراز الأهداف فهو بالفعل لاعب مكتمل دائماً ما تكون له مفاجآته خلال اللقاء ولا يكل ولا يمل من محاولاته لاسعاد الناس لهذا أُطلق عليه أيضاً "فنان الشعب" فالكل يحبه بعيداً عن الألوان فحب جمهور الزمالك والاسماعيلي والاتحاد والمصري.. وغيرها من أندية الدوري المصري لا يختلف عن حب الأهلوية وهذا يدل علي مكانة هذا النجم في قلوب الجميع.. وعلي الرغم من تألق أبوتريكة مع ناديه الأول الترسانة إلا ان بدايته الحقيقية كانت منذ انضمامه للقلعة الحمراء قبل عامين من الآن وكان عمره وقتها 26 عاماً ففي الأهلي بدأت موهبته الحقيقية تظهر ليسيطر علي مكان وسط الملعب المهاجم أو صانع الألعاب في مصر كلها ويسحب البساط من تحت أقدام نجوم كبار في هذا المكان علي رأسهم ثعلب الزمالك الصغير حازم إمام وينجح في الحصول مع الأهلي علي بطولات هي كالآتي 2 دوري عام- 2 كأس مصر- 2 سوبر مصري- 2 دوري أبطال أفريقيا وبطولة واحدة للسوبر الأفريقي.
أثبت أبوتريكة ان النجومية لا تأتي إلا بالاحترام وحسن الخلق وحسن التعامل مع الجميع هذه الأخلاق الكريمة نبعت من إيمان بالغ لدي هذا اللاعب بالله فقراءة القرآن الكريم وكتب السيرة أفضل هواياته وأحب شيء إلي نفسه.
المباراة النهائية لدوري أبطال أفريقيا التي صعدت بالأهلي لكأس العالم للأندية من خلال الهدف الذي سجله أبوتريكة في الوقت القاتل في مرمي الصفاقسي التونسي يوضح مدي التوفيق الذي يلازم هذا النجم فقد غاب طوال الشوط الثاني ليحضر لنا هذه المفاجأة الجميلة التي أسعدت 70 مليون مصري كانوا يتابعون المباراة.
السد العالي
وهو من أطرف الألقاب التي أطلقت علي حارس مرمي الأهلي العملاق عصام الحضري الذي دائماً ما يكون له دور بارز في أي بطولة يحصدها الأهلي وذلك بفضل يقظته وقدرته علي حماية مرماه من دخول الأهداف وتألقه مع الأهلي ومنتخب مصر ووضعه ضمن قائمة أفضل عشرة حراس مرمي في التاريخ من حيث طول فترة نظافة شباكهم في بطولات الدوري العام حيث جاء الحضري "33 عاماً" في المركز السادس وكان الحضري قد حافظ علي شباكه نظيفة من الأهداف 14 مباراة متتالية منها 12 مباراة الموسم الماضي ومباراتان هذا الموسم باجمالي 1288 دقيقة لهذا يعتبر الحضري من اللاعبين أصحاب الشعبية الكبيرة في النادي الأهلي فالكل لا ينسي دوره الكبير في حصول منتخبنا الوطني علي كأس الأمم الافريقية الأخيرة وركلات الترجيح في المباراة النهائية أمام كوت ديفوار لهذا حصل بعدها علي لقب أحسن حارس مرمي في أفريقيا.
جوزيه.. والتحدي
لا أحد ينكر أن الانجازات التي حققها فريق الأهلي مع بداية الألفية الجديدة ارتبطت باسم مانويل جوزيه هذا الخبير البرتغالي الدولي وذلك بالرغم من أفكاره وخططه التي تثير في أحيان كثيرة جدلاً واسعاً إلا أنه يعتبر أكثر المدربين الأجانب الذين لاقوا حباً وترحيباً من الجمهور الأحمر بعد المجري هيديكوتي.
تولي جوزيه تدريب الأهلي في المرة الأولي عام 2001 وحصد معه دوري أبطال أفريقيا وكأس مصر وكأس السوبر الأفريقي ونجح في عمل فريق قوي من مجموعة من الشباب الصاعد آنذاك ليصبح أقوي فريق في مصر والقارة كلها مما جعله يفوز علي ريال مدريد بهدف للاشيء في ستاد القاهرة وكذلك يحرز الفوز التاريخي مع الزمالك 6/1 بعد عرض هائل للنجوم الحمراء ورغم ذلك لم تقتنع إدارة الأهلي بذلك ورحل جوزيه ولكن بعد ضغط جماهيري كبير عاد مانويل جوزيه مرة أخري عام 2003 لتعود البطولات مرة أخري ويستقدم نجوما جدداً لهم أسماؤهم المعروفة في الكرة المصرية مثل محمد أبوتريكة ومحمد شوقي ومحمد بركات وحسن مصطفي وعماد النحاس وإسلام الشاطر وغيرهم.
ومن أكثر الأشياء التي جعلت جمهور الأهلي يحب هذا الرجل هو مغامراته الهجومية المستمرة والتي في بعض الأحيان قد تأتي علي حساب الناحية الدفاعية وفي بداية هذا الموسم عاني جوزيه كثيراً من كثرة الاصابات في الفريق الأمر الذي كان يجعل الأداء مهتزاً في بعض اللقاءات وكذلك الاجهاد الذي يعاني منه أغلب لاعبيه بسبب عدم حصولهم علي الراحة الكافية الأمر الذي كان سبباً في تواجد ظاهرة تكررت كثيراً في مباريات الأهلي وهي تراجع الأداء في الشوط الثاني من اللقاء ولكن نجح جوزيه في القضاء عليها ولم تظهر منذ نهائي دوري أبطال أفريقيا أمام الصفاقسي فهل يستمر هذا الأداء في كأس العالم للأندية أم تعود الظاهرة مرة أخري..؟
ويمتلك الأهلي قوة ضاربة قوية تتمثل في المهاجم الخطير عماد متعب الذي عاد مؤخراً إلي مستواه المعروف وعاد ليسجل مرة أخري وبشهية مفتوحة ويمتلك متعب "28 سنة" قدرات هجومية كبيرة جعلته ضمن التشكيلة الأساسية للأهلي ومنتخب مصر وهو لايزال في سن صغيرة وحصل علي لقب هداف الدوري الموسم الماضي برصيد 15 هدفا وذلك في أول مشاركة له بعد قيده ضمن صفوف الفريق الأول بالأهلي.
وتكتمل هذه القوة بوجود المهاجم الأنجولي الخطير فلافيو أمادو والذي يعتبر أحد ظواهر الموسم الحالي لأن مع بدايته تغيرت الأحوال عند هذا اللاعب فبعد عام كامل قضاه مع الأهلي ولم يحرز فيه سوي هدف واحد بالصدفة في مرمي غزل المحلة في افتتاح الموسم الماضي عاد الان ليصبح هداف الأهلي هذا الموسم وكذلك بأداء غير عادي ساهم بقدر كبير في حصول الأهلي علي دوري أبطال أفريقيا وأظهرت المباراة النهائية أمام الصفاقسي التونسي مدي خطورته وإيجابيته علي المرمي وصدق مانويل جوزيه عندما قال عنه إنه من أقوي اللاعبين الذين قابلهم في حياته التدريبية لأنه يمتلك قوة غير عادية خاصة في الهواء لهذا يحصل علي كل الكرات العالية.